26 - 06 - 2024

تباريح | زفة السيسي

تباريح | زفة السيسي

(أرشيف المشهد)

9-2-2014 | 20:40

هناك محبون حقيقيون للمشير عبد الفتاح السيسي ، لكن أغلب من يحيطون به ، على الأقل ممن تبرزهم أجهزة الإعلام ، نوع ضار من البشر ، لا ينمو إلا في المياة الآسنة .

حملة ضارية لصناعة فرعون ، ليس الرجل مسؤولا عن بدئها ، لكنه يستطيع وقفها ، وأخرى موازية لتشويه منافسيه المحتملين واغتيالهم معنويا . دقق في الوجوه جيدا سترى أن حملة المباخر هم أنفسهم الذين كانوا يعملون في ركاب مبارك ونظامه الفاسد ، صحفيون وإعلاميون ورجال دين وتجار سياسة ، والرجل في نهاية المطاف بشر يستهويه المديح ويفزع من النقد ، خاصة وأنه يواجه تحديا صعبا ما بين الاكتفاء بما حقق ، ومطالبته بأن يكون "منقذا" والتي بدأت عفوية في الأصل .

الذين يحملون المباخر بطبيعتهم أصحاب مصالح ، منهم من يعمل مع أجهزة ومنهم من يعمل لحسابه الخاص ، أو للحفاظ على مصالح يخشى عليها من أن تنتصر الثورة الحقيقية فتحوله من "نجم مجتمع" الى سجين وراء القضبان ، ومنهم من يلهث وراء منصب ، ومنهم من يعتبر ذلك كيدا للإخوان بشكل خاص والإسلاميين بصفة عامة .

هؤلاء لهم كل الحق في فعل ما يشاؤون ، لو لم يمثل جورا على حق المجتمع في أن يختار رئيسا في جو صحي يخلو من الترهيب والتشويه ، وفي ظل فرص متكافئة للمرشحين .

للثورة ايضا حق في أن تصعد بالوجوه المعبرة عنها دون إقصاء لشخص أو لتيار ، وفي مناخ التقديس والتأليه تغيب المناقشات المجتمعية الموضوعية حول من يصلح ومن لايصلح ، وتنعدم فرص الإتيان برئيس يمكن للشعب أن يحاسبه إذا أخطأ وأن يعزله إن لم يحقق ماوعد به.

لو فكر السيسي قليلا لأدرك أن عليه أن يخرج للشعب بشخصه ، مقصيا وجوه النظام القديم وأجهزته التي لم تحاسب بعد على جرائمها  ، فرصيد الرجل لدى الناس يغنيه عن حملة المباخر ، ومن يزينون له سوء عمله . لو فكر لأدرك أن الوطن جريح ويحتاج إلى قائد يداوي النفوس ويزيل حالة الانقسام التي استبدت بالوطن ففرقت بين المرء وأهله وجيرانه . لو فكر لأدرك أن الفترة من 3 يوليو حتى الآن شهدت أخطاء ينبغي الاعتراف بها ، وتجاوزات لابد من محاسبة مرتكبيها . لو فكر لقرب منه ناصحين أمناء ، لديهم شجاعة إطلاعه على الحقائق ومواجهته بجوانب القصور .

ليست الرئاسة تشريفا ، بل تكليف تنوء به كواهل الرجال ، وعليه أن يضع نصب عينيه مقولة الفاروق عمر "والله لو عثرت بغلة بشط العراق لسألني الله :لم لم تصلح لها الطريق ياعمر".

فإن كنت –أيها المشير- قادرا على لجم نفسك ومن حولك من الاغترار بأبهة كرسي الرئاسة ، فتقدم ، وإن لم تكن قادرا يكفيك ما حققت ، فالناس لن يرضيها إلا من يحقق أحلام ثورة يناير ، وتحقيق أهداف الثورة لن يتم في وجود حملة المباخر.

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!





اعلان